Friday, September 2, 2011

صباح في شرفة


نور الصباح يتسلل من النافذة و هي تفتح الستائر , شمس النهار يغمرها بالحيوية.
تذهب لاعداد الفطار و فنجان القهوة و الصوت قادم من المذياع "يا صباح الخير ياللليّ معانا يالليّ معانا" تشرد قليلاً و تعيدها القهوة المهددة بالفوران اللى انتباهها .
تقف في الشرفة هواء نقي للغاية له طعم خاص , هدوء الى ابعد الحدود لا توجد حركة في الشارع في ذلك الوقت من الصباح فقط قطة مشمشية اللون تمشي في تثاقل في عرض الطريق تتثائب و تتمطأ قليلاً ثم تتمدد لتنظف فرائها , تراقب الندى على السيارات المصفوفة .
ترى طفل صغير سنه لا يتعدى الخامسة من الغريب ان يتجول وحده في هذا الوقت , يسير في عرض الطريق في يده عصا طويلة تجرجر على الارض من خلفه , يخيف القطة المتكاسلة فتهرع لتختبيء اسفل إحدى السيارات المصفوفة مغطاة بالندى , الطفل يتحدث الى نفسه او ربما يغني , نظر الي اعلى .. الى الشرفات يراها فتبتسم و تلوح له بيدها الخالية من فنجان القهوة ينظر لها بنظرة خالية من المعاني ولا يرد لها التحية و يكمل السير و الكلام او ربما الغناء.
همهمته تختلط بصوت العصا و هي تجرجر على الاسفلت .
يبتعد.. فتخرج القطة المذعورة من اسفل السيارة لتكمل تنظيف فرائها .
يسعدها المشهد كاملاً مع صوت الغناء قادم من المذياع و تمنت لو رأت هذا قبل ان تقرر الرحيل ..