Monday, December 5, 2011

عن الوحدة و البرد و الكابتشينو




ربما .. هي و صديقتها من القلة الصامدة التي لا تزال تشعر في الجوابات بالدفء . لهذا
تزالان ترسلان لبعضهما البعض لبعضهم البعض الجوابات و المراسيل فقد جائها جواب منها لا تعرف متى , ولكن البوسطجي قد تركه مع البواب , و أعطاه لها عندما جائت .
أعدت كوباً من الكاكاو الساخن المناسب لهذا الطقس البارد , و جلست على الطاولة و فتحت الجواب .....
عزيزتي نهال ,
أكتب لكِ فور عودتي إلى البيت , لقد كنت بالخارج أطوف بالشوارع كالتائهة .لا أحد يتجول الآن في الشوارع مثلي فالسماء تمطر بكثافة . فقط أنا و مظلتي الملونة نسير في مثل هذا الطقس , حتى مَن وجد مِن بعض الأفراد يهرول ليختبئ . كأن قطرات الشتاء ما هي إلا جمر مشتعل لا يكاد يسقط عليهم حتى يحرقهم .
لم أشعر بقدماي إلا بعد ساعتين وقد أُنهكت تماماً فدخلت إلى أحد المقاهي الدافئة و طلبت قدحاً من (الكابتشينو) و ما إن انصرف (الجارسون) حتى رأيت أن كل مَن بالمقهى أزواج ينظرون إلى بعضهم بدفء و حب , و أنا الوحيدة بالمكان ..  أنا الوحيدة التعيسة التي تشعر بالبرد شعرت أنه ليس مكاني على الإطلاق و يجب عليّ الخروج على الفور . جاء (الجارسون) بقدح (الكابتشينو) شربته ببطء و على مهل و أنا أشعر بالحزن يتسرب إلى داخلي كنت بالفعل حزينة و لم أكن بحاجة إلى هذا المشهد لأحزن زيادة , كدت أبكي و أنفطر من البكاء  دون سبب واضح . و وجدتني  أسأل نفسي : "لماذا خلق الله الوحدة ؟" وجدت نفسي ترد عليّ بتهكم : "كان أحرى أن  تسألي لماذا خلق الله الألم؟" .
تذكرتك .. و لا أدري لماذا ؟ كتبت اسمك على رقعة صغيرة من الورق كانت أمامي و طويتها و وضعتها بالحقيبة . ناديت على (الجارسون) حاسبته و انصرفت في هدوء مثلما أتيت . انصرفت كي لا تشوه برودتي المشهد الدافئ . قررت ما إن أعود حتى أكتب إليكِ وأخبركِ : "لا تقطعي المراسيل وحشتيني" .
صديقتك سهام .

 أنهت الخطاب  لم تفكر قامت و أحضرت ورقة كي تكتب لها لا تعرف عن ماذا ستكتب بالتحديد و لكنها ستكتب لها كي لا تظل وحيدة باردة .