Wednesday, November 16, 2011

أحدب المدينة


كانت تسير بمفردها في ذلك الشارع ذو الرائحة العفنة بسبب سوق السمك , كان الطقس سيء للغاية مطير , و رقع الماء تملأ المكان مما يجعل السير شديد الصعوبة أو محال . رأته للمرة المئة او الألف فمن المعتاد انا تراه يسير ببطء في هذا الشارع ذو الرائحة العفنة . يرتدي ملابس ذات ألوان مبهجة لا تليق على تعاسته الواضحة . أحدب هو كأحدب نوتردام هؤلاء الذين أحنت الهموم ظهورهم فلم يستطيعوا فردها ثانيةً . وحده يثير انتباهها في هذا الشارع المقيت بالرغم من انه معتاد التجول هناك كأنه أحد اركان هذا الشراع . غالباُ ما ستراه يتجول على يسارك و قليلاً على يمينك فهو يحب هذا المكان الهاديء بعيداً عن المارة لا يصدر أي حركة سوى السير ببطء . غريب ان لا يلفت نظر احد سواها مع كل تلك الألوان المبهجة المشعة التي يرتديها , لا ينظر امامه فقط أسفله كمن يبحث عن شيء سقط منه . ثم حدث مالم تتوقعه لقد سقط على الأرض تجمع اناس حوله هؤلاء الذين لم ينتبهوا له قط ثم أعلن أحدهم بصوت جهوري (ده بيّنه مات!) . فقط انهمرت الدموع من عينيها على ذلك المسكين فمن غيره سيلفت انتبهاها بألوانه المبهجة في هذا الشارع المقيت !.